فاران..هدية مورينيو لديشان

فرضت الغيابات الكبيرة التي يعانيها ريال مدريد في الآونة الأخيرة على المدرب جوزيه مورينيو أن يعتمد على لاعبين شبعوا جلوساً على مقاعد البدلاء حتى ظن البعض أن النادي الملكي لم يقم بانتدابهم أصلاً، والفرنسي رافاييل فاران أبرز نجوم الظل في كتيبة "السبيشال وان" هذه الأيام

من هو رافاييل فاران؟؟

ولد رافاييل فاران في 25 نيسان/ أبريل 1993 بمدينة ليل الفرنسية، وبدأ مسيرته مع الساحرة المستديرة في سن السابعة عندما التحق بأحد أندية الضواحي في مدينة ليل وهو نادي " أ.س أيليم" AS Hellemes الذي بقي فيه فاران سنتين من 2000 إلى 2002، ثم غادر إلى فريق الدرجة الأولى آنذاك "لانس" الفرنسي الذي ترعرع فيه لثماني سنوات كاملة، قبل أن تبدأ العروض فتنهال على الموهبة الفرنسية من كبرى الأندية في القارة العجوز فقد رغب مدرب مانشستر يونايتد سير أليكس فيرغسون أن يفوز بخدمات الشاب الفرنسي لكن نصيحة مواطنه زيدان بالانضمام إلى النادي الملكي غيرت وجهته من "أولد ترافورد" إلى سانتياغو بيرنابيو" مقابل 10 ملايين يورو

أما مع المنتخب الفرنسي فاكتفى فاران نظراً لصغر سنه بالمشاركة مع منتخبات الشباب في بلاده، إذ شارك في مباراتين مع منتخب فرنسا تحت 18 عاماً وسجل هدفاً، و 15 مباراة مع منتخب تحت 21 عاماً وسجل 

3 أهداف

وأما مع المنتخب الأول فقد تم استدعاء رافاييل فاران في أول مباراة لديشان كمدرب في آب/أغسطس الماضي ولكنه لم يلعب، ومؤخراً استُدعي للمرة الثانية ليشارك في المباراة الدولية الودية التي سيخوضها المنتخب الفرنسي أمام نظيره الألماني في 6 شباط/فبراير الجاري على ملعب فرنسا التي قد تشهد خوضه للمباراة كأساسي لأول مرة

بطل من رحم الكلاسيكو

كان من المؤكد أن حضور المدافع البرتغالي الصلب بيبي إضافة إلى المقاتل الإسباني سيرجيو راموس، سيعجل بتسجيل اسم الفرنسي اليافع رافاييل فاران في التشكيلة الاحتياطية للـ"غالاكتيكوس"، لكن غياب الأول للإصابة والثاني للإيقاف، حتم على مورينيو الاعتماد على فاران في محور دفاع ريال مدريد في أقوى مبارياته وأمام أعتى منافسيه برشلونة، عندما أقحم مورينيو فاران في محور الدفاع، وأوكلت له مهمة إيقاف المد الكتالوني على مرمى الحارس الجديد القديم لوبيز

قبل المباراة توقع الجميع أن ريال مدريد سيعاني أمام برشلونة بسبب بطء البرتغالي ريكاردو كارفاليو المتقدم في السن، إضافة إلى قلة خبرة المدافع الفرنسي رافاييل فاران الذي يلعب أول "كلاسيكو" له منذ التحاقه بالـ"ميرينغي" عام 2010، لكن "رافا" أسكت الجميع وكسب ثقة مورينيو الغالية

الشاب الفرنسي صاحب الـ19 عاماً، خطف إعجاب الجماهير الملكية وخاصة مدربه مورينيو الذي استفاد من غياب بيبي وراموس وإن لم يكن يتمنى ذلك بالتأكيد، لكن "رب ضارة نافعة" فغياب محوري الدفاع في النادي الملكي أعطى الفرصة لفاران لكي يثبت قدراته ويقدم نفسه أمام أقوى مهاجمي العالم، وقد نجح الفرنسي بامتياز في الاختبار الصعب وضد المنافس الصعب فكان رجل المباراة دون منازع فقد أنقذ ريال مدريد من هزيمة مؤكدة عندما منع فابريغاس من إضافة هدف ثان كان سيقضي على آمال الملكي في العودة في المباراة، قبل أن يختتم ليلته الرائعة بهدف التعادل قبل 10 دقائق من النهاية

لاعب أثبت أنه يمتلك شخصية قوية ولم يرتبك كحال بيبي كلما لعب أمام برشلونة، وبدا "رافا" متوازناً ثابتاً في مباراة يخشاها اللاعبون وخاصة المدافعون الذين يواجهون أقوى المهاجمين في كلا الفريقين.

بروز فاران في ليلة ذهاب كأس ملك إسبانيا على ملعب "سانتياغو بيرنابيو"، جاء في الوقت المناسب للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي تنفس الصعداء بالاكتشاف الجديد، ولن يتردد في الاعتماد عليه في مباراة دوري الأبطال أمام مانشستر يونايتد يوم 20 شباط/ فبراير الجاري، أو أمام برشلونة على ملعب "كامب نو" في إياب الكأس يوم 27 من الشهر نفسه

هدية مورينيو لفرنسا

لم يكن مورينيو وريال مدريد وحدهما المستفيدين من بروز الموهبة الجديدة، فالمنتخب الفرنسي نال من الاستفادة النصف ووجد أخيراً قلب الدفاع الذي يمكن أن يضفي الطمأنينة على معسكر الديوك، فمنذ اعتزال ليليان تورام ولوران بلان وفرانك لوبوف وغيرهم من نجوم فرنسا في خط الدفاع، لم يجد الديوك من يحمي مناطقهم الخلفية، ولاعب له شخصية قوية وأداء صلب ورجولي، لكن الحظ الذي غيّب راموس وبيبي في آن واحد، وجرأة "السبيشال وان" وخصوصية الكلاسيكو أهدت للـ"ديك الأزرق" موهبة فذّة قد تحل مشكلات الخط الخلفي لفريق المدرب ديدييه ديشان وتعيد الهيبة والاستقرار أمام مرمى الحارس هوغو لوريس

المصدر:الجزيرة الرياضية

6:19 ص